
في مشهد يعكس عمق المشاعر الإسلامية المشتركة ووحدة الصف في مواجهة التحديات الكبرى، بعثت جماعة الإخوان المسلمين برسالة إلى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي، أعربت فيها عن دعمها الكامل للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، وعبّرت عن تعازيها الحارّة بالشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن القدس وفلسطين.
✍️ الوحدة الإسلامية: ضرورة شرعية وحضارية
تأتي هذه الرسالة في توقيت بالغ الحساسية، حيث يواجه العالم الإسلامي تحديات مشتركة، على رأسها الاحتلال الصهيوني وممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، إلى جانب محاولات تفريق الأمة وتمزيق صفوفها على أسس مذهبية أو قومية. وفي ظل هذه الظروف، تبرز أهمية الوحدة الإسلامية كركيزة أساسية لتحصين الأمة وتعزيز قدراتها في مواجهة الأخطار.
لقد أثبتت المواقف الأخيرة أن الخلافات المذهبية لا ينبغي أن تكون حاجزًا أمام التكاتف الإسلامي، بل إن القضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية قادرة على توحيد المسلمين من مختلف المشارب والطوائف، إذا صدقت النوايا وارتفعت الأصوات فوق النزاعات الجانبية.
🤝 رسالة لها ما بعدها
رسالة الإخوان المسلمين، بما تحمله من معانٍ أخوية، تعيد التأكيد على أن العدو الحقيقي للأمة الإسلامية هو العدو الصهيوني، وأنه لا يجوز الانشغال بالخلافات الداخلية عن مواجهة هذا العدو المتربص. كما تمثّل الرسالة خطوة عملية في بناء جسور التفاهم والتعاون بين مختلف القوى الإسلامية، لاسيما بين التيارين السني والشيعي، وهي خطوة ينبغي البناء عليها وتوسيعها.
إن الدعم المتبادل بين القوى الإسلامية، سواء كانت في الحكم أو في صفوف المعارضة، هو الضمان الوحيد لحماية المقدسات، واستعادة الحقوق، وتحقيق طموحات الشعوب الإسلامية في الحرية والكرامة.
🕊 دعوة إلى تعزيز الحوار وتوسيع دائرة الوحدة
في هذا السياق، تدعو رابطة الحوار الديني للوحدة جميع الحركات الإسلامية والمؤسسات الدينية والرموز الفكرية في العالم الإسلامي إلى:
الارتقاء بمستوى الخطاب الإسلامي ليكون جامعًا لا مفرقًا.
تغليب القضايا الكبرى على الخلافات الجزئية.
تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
تفعيل التعاون الميداني والإعلامي لنصرة فلسطين ومواجهة مشاريع التطبيع والتجزئة.
🌍 كلمة أخيرة
لقد آن الأوان لأن يدرك المسلمون أن وحدتهم هي قوتهم، وأن التفرق لا يخدم سوى أعداء الأمة. وما هذه الرسالة إلا بشارة خير بأن الوعي الإسلامي الجماعي آخذ بالنضوج، وأن الأمة رغم جراحها، ما زالت قادرة على النهوض من جديد.
رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة السيد/ علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسمي وباسم جماعة الإخوان المسلمين أود التأكيد على دعمنا الكامل للجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، كما أتقدم بخالص العزاء في كافة الشهداء من القادة والعلماء والمواطنين الإيرانيين الأبرياء.
إن العدوان الإسرائيلي على إيران هو مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين، حيث تحرك حكومة الاحتلال دوافع الانتقام جراء الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدوافع الاستراتيجية الأخرى التي تتمثل في سعي كيان الاحتلال إلى فرض هيمنته على المنطقة من خلال إضعاف مراكز القوة فيها، مستغلا الدعم الواسع الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى هالتها الهزيمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، ومن ثَم أطلقت يد حكومة نتنياهو المتطرفة لاستعادة الأمن المفقود، بغض النظر عن مستوى التوحش اللازم لتحقيق ذلك.
سماحة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية
إننا أمة واحدة، بالمعنى الديني والروحي والحضاري والجيوسياسي على حدٍّ سواء. فنيران الاحتلال وداعميه لا تفرق بين أعراقنا ولا بين مذاهبنا، وهي إذ تسعى بصورة حثيثة للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ فإنها تدرك أن هذا الهدف الخبيث غير ممكن مالم يتوسع العدوان ليشمل حاضنة المقاومة، سواء كانت هذه الحاضنة دولة مركزية مثل الجمهورية الإسلامية، أو الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان المسلمون.
ولهذا، فإن الإخوان المسلمين ليس لديهم شك في أن عدوَّنا واحد، وهو الكيان الصهيوني، وأن سلاحنا الأول الذي يجب أن نتمسك به هو وحدة الأمة الإسلامية، والعمل على جمع إرادة قواها الحية والفاعلة وتوحيد جهودها في رؤية استراتيجية شاملة تضبط بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، وتتجاوز آثار وأخطاء السنوات الماضية التي نالت من وحدة الأمة وصرفت بعض جهودها لصراعات داخلية، كان -دائما- المستفيد الرئيسي منها هم أعداء الأمة.
إن التضحيات العزيزة التي تقدمها الأمة اليوم في فلسطين، ولبنان، واليمن، وإيران؛ تضع علينا مسؤولية كبرى في أن نبذل كل جهد من أجل وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وتكامل الجهود.
سماحة… السيد/ علي خامنئي
إننا نؤمن أن الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم، تتجسد في رسالة خاتمة، ووحي خالد، وحضارة ناصعة بنتها الشعوب المسلمة التي تنوعت أعراقها لكن وحَّدت الرسالة والوحي بين قلوبها وغايتها. وإن الإخوان المسلمين اليوم متمسكون بدعوة الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث حدد نهجنا تجاه كافة الهيئات والجهات الإسلامية قائلا: إننا “نحاول جاهدين أن نقرب بين وجهات النظر ونوفق بين مختلف الفكر توفيقاً ينتصر به الحق في ظل التعاون والحب. ولا يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو خلاف مذهبي، فدين الله يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه … ونعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الأسماء والألقاب والفوارق الشكلية والحواجز النظرية، وتحل محلها وحدة عملية تجمع صفوف الكتيبة المحمدية، حيث لا يكون هناك إلا إخوة مسلمون، للدين عاملون، وفي سبيل الله مجاهدون: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة:56].
الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
الأربعاء 22 من ذي الحجة 1446ه 18 يونيو 2025 م
كما صدر عن الحركة بيان حول العدوان الإسرائيلي الآثم على إيران :
تدين جماعة الإخوان المسلمين العدوان العسكري الغاشم الذي شنه الاحتلال الصهيوني ضد جمهورية إيران الإسلامية، والذي استهدف عشرات المواقع والمنشآت العسكرية والحيوية والمساكن المدنية داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما يشكّل عدوانا صارخًا على أمن وسيادة إيران تجرّمه كافة الأعراف والقوانين الدولية.
إن هذا الاعتداء الإسرائيلي “الجديد”، لا يمكن فصله عن سياق العدوان المتواصل على دول وشعوب المنطقة بأسرها، من فلسطين المحتلة إلى لبنان وسوريا، واليمن ومصر، وهو ما يؤكد أن الاحتلال الصهيوني كيان يمثل تهديدا إقليميا لشعوب المنطقة، كما يؤكد الحاجة لمنظومة أمن إقليمي تردع ممارسات الاحتلال وتوقف عدوانه.
وتحذر جماعة الإخوان المسلمين من التواطؤ أو الصمت الدولي حيال هذا التصعيد، وتؤكد على ما يلي:
- إن مسؤولية مجلس الأمن الدولي هي الوقف الفوري للعدوان، وفرض إجراءات عقابية رادعة على الكيان الصهيوني، لكنّ الانحياز الأمريكي المستمر، يجعل التعويل على المؤسسة الدولية غير ذي جدوى، ومن ثم يساهم ذلك بصورة مستمرة في تآكل شرعيتها ويضع مستقبل النظام الدولي برمته على المحك.
- إن الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها مصر والسعودية وتركيا والجزائر، مطالبة باتخاذ موقف سياسي موحد وواضح ضد العدوان على دولة إسلامية مجاورة، وانتهاك سيادتها، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة الشكلية، بل العمل معا على وقف التغول الصهيوني والعدوان المستمر على دول وشعوب المنطقة.
- إن شعوب العالم الإسلامي ومؤسساته المدنية، وشعوب العالم الحر، مطالبة بالتعبير عن رفضها للعدوان الإسرائيلي، وزيادة حصار وعزل الكيان الصهيوني عن الضمير الإنساني.
- ونؤكد أن تهاون المجتمع الدولي مع جرائم الاحتلال في فلسطين كان -ولا يزال- دافعًا لهذا التمادي، وأن وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها، ومحاسبة مجرمي الحرب؛ هو البداية الحقيقية لاستعادة التوازن وردع الكيان المحتل.
خالص العزاء لإيران وشعبها في شهداء هذا العدوان. ونسأل الله أن يحفظ كافة شعوب الأمة من شر العدوان الإسرائيلي، وأن يوحّد كلمة هذه الشعوب في وجه المشروع الصهيوني التوسعي.
صهيب عبدالمقصود
المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين
الجمعة 15 ذو الحجة 1446هـ الموافق 13 يونيو 2025م
