
في موقف ينمّ عن الشعور العميق بالمسؤولية تجاه الأمة الإسلامية واستقرار المنطقة، أصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، ممثّلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه)، بيانًا حازمًا اليوم الخميس (19 حزيران/يونيو 2025)، يُدين فيه بشدة تواصل العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محذرًا من خطورة استهداف قيادتها الدينية والسياسية.
وجاء في البيان:
بيان صادر من مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه) بشأن تواصل العدوان العسكري على ايران
١٩-٦-٢٠٢٥
بسم الله الرحمن الرحيم
تجدّد المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف إدانتها الشديدة لتواصل العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأي تهديد باستهداف قيادتها الدينية والسياسية العليا، وتحذر من أن القيام بخطوة اجرامية من هذا القبيل – بالإضافة إلى تجاوزه الواضح للمعايير الدينية والأخلاقية وانتهاكه الصارخ للأعراف والقوانين الدولية – ينذر بعواقب بالغة السوء في أوضاع هذه المنطقة برمّتها، وربما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة تماماً وحدوث فوضى عارمة تزيد من معاناة شعوبها وتضر بمصالح الجميع إلى أبعد الحدود.
ومن هنا فإننا نناشد جميع الجهات الدولية الفاعلة ودول العالم ولا سيما الدول الإسلامية أن يبذلوا قصارى جهودهم في سبيل وقف هذه الحرب الظالمة وإيجاد حلّ سلمي عادل للملف النووي الإيراني وفق قواعد القانون الدولي.(٢٢/ ذو الحجة/١٤٤٦هـ) المصادف (19/6/2025)
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه) – النجف الأشرف
🔴 دعوة عاجلة لوقف الحرب
لم يكتفِ البيان بالإدانة والتحذير، بل وجّه نداءً إنسانيًا وأخلاقيًا إلى المجتمع الدولي والدول الإسلامية على وجه الخصوص، لبذل أقصى الجهود من أجل وقف هذه الحرب الظالمة، والسعي الجاد نحو حلّ سلمي وعادل للملف النووي الإيراني وفق القواعد المعترف بها في القانون الدولي.
🕌 صدى الوحدة وروح المسؤولية
إن بيان المرجعية العليا في النجف لا يُمثّل مجرد موقف سياسي، بل هو صوت الضمير الإسلامي الحي، الذي يدرك حساسية المرحلة، وخطورة التهديدات التي تطال شعوب المنطقة بأسرها، دون استثناء مذهبي أو قومي. ففي ظل هذه الظروف العصيبة، تتعالى الأصوات العاقلة الرافضة للحروب، والداعية إلى الحوار والوحدة والعمل الجماعي.
🤝 دعوة رابطة الحوار الديني للوحدة
إننا في رابطة الحوار الديني للوحدة نثمّن عاليًا هذا الموقف الشجاع والمبدئي لسماحة السيد السيستاني، ونجد فيه تعبيرًا صادقًا عن روح الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى السلم والعدل ونبذ الفتن، وندعو سائر المرجعيات والعلماء والمفكرين والنخب الدينية والسياسية في العالم الإسلامي إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه مشاريع التفتيت والعدوان، والعمل المشترك على حماية استقلال الشعوب وكرامتها وسيادتها.
الوحدة ليست شعارًا، بل ضرورة وجودية في زمنٍ تتكاثر فيه المحن، وتتعاظم فيه التهديدات.
